|
•• الشــعر الادبــي والفصيـح فضاء للإبداع الأدبي و المحاولات الشعرية |
التسجيل السريع مُتاح |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-09-2009, 10:13 PM | #1 | ||
عضو متميز
مشـرف سـابق تاريخ التسجيل: 2 - 7 - 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 6,273
معدل تقييم المستوى: 90 |
وقفة مع ديوان «انتحار الزمن» للشاعر فيصل البريهي
حينما بدأت أطالع الأوراق التي دونت عليها الملاحظات عن ديوان «انتحار الزمن» للشاعر فيصل البريهي، كانت الأغراض الشعرية هي أول ملحظ بدأ يدور في خلدي، حيث بدأت الذاكرة تقوم بعمل إجرائي يتمثل في أن هذا المنحى أصبح منسياً أو مهملاً أو غير مطروح للأخذ والرد، ولكن ما استوقفني هو تعدد الأغراض الذي جعلني أعيد النظر في تاريخ كل قصيدة الأمر الذي اتضح من خلاله أن الشاعر الذي صدر له «أسرار الرماد» 3002م «روائح الصمت» 4002م و«بسمة في شفاة الفجر» وهذه المجموعات فصيحة وله بروق الخريف شعر شعبي 5002م، هذه المجموعة هي عبارة عن تلك القصائد التي لم يثبتها في دواوينه السابقة لسبب أو لآخر، وكانت أغراضها موزعة بين الغزل تسع قصائد والشكوى سبع قصائد والاخواتيات تسع قصائد والرثاء قصدتين والوطنيات ثلاث وهجاء الواقع ثلاث قصائد، وما سبق يتضح أن الشاعر أحيانا يتحرج من إثبات بعض القصائد، ويمارس وبشكل لا إرادي عملاً نقدياً يتمثل في الاختيار والانتقاء وفق معيار يصنعه لنفسه وأحيانا يضيع بعض القصائد وفور العثور عليها يتم إثباتها. هذه المجموعة التي بين أيدينا والتي سنقوم بقراءة متواضعة ومن خلال ما سبق لا تمثل مجموعة منتقاة، حيث والقصائد غير مرتبة زمنياً، وسنبدأ هذه القراءة بـ: أولاً: الحقل الصوتي: استخدم الشاعر قوافيه من الحروف التي تمتلك صفة القوة الهمز، قصيدتين، والجيم قصيدة، والدال خمس قصائد، والقاف خمس قصائد، وهذه الحروف آنفة الذكر هي من حروف الشدة وهي من صفات القوة، وإذا كان الشاعر قد استخدم الميم في أربع قصائد والنون والفاء والعين في قصيدتين لكل حرف واللام في قصيدة واحدة والراء في خمس فلا إشكال في ذلك سوى في الحاء الذي كتب قصيدة واحدة على هذه القافية والفاء الذي كتب عليه قصيدتين، حيث أن الفاء والحاء من حروف الهمس وهي صفة ضعف ولكن الحاء من حروف الحلق وله مخرج مستقل والفاء من حروف الشفة والنطق به يجعل منه حرفاً واضح الصفة، ولهذا فأذواق المستمع والقارئ العربي لا يجد إشكالاً مع هذين الحرفين، وعلى العموم فالشاعر جارى بقية الشعراء من حيث البعد عن القوافي النادرة كالزاي والخاء والثاء وغيرها من حيث أن المفردات نادرة الوجود من حيث كون اللسان العربي فصيحاً واللغة العربية تبحث عن الفصاحة وترى في الكلمة الصعبة في النطق خللاً في التركيب، يتمثل في قرب مخرج أي حرفين متجاورين، ومما سبق تبين أن الشاعر يمتلك ناصية الفصاحة من خلال معرفة قوافيه، فقصيدة واحدة قد تعكر مزاج القارئ ويطوي صفحات الكتاب بعد أن كان متلهفاً لقراءته. الحقل النحوي: من خلال استخدام الشاعر للقوافي المتحركة وعزوفه عن الساكنة إلا في أربع قصائد، حيث كتب على القافية المكسورة 31 قصيدة وعلى المفتوحة 7 قصائد وعلى المضمونة 01 قصائد وهذا يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الشاعر متمكن من صنعته، ويسعى للاستفادة من الطاقة الايقاعية للحركة مما يتصاعد ويتنامى بالقصيدة إلى أن ترتقي إلى المنبرية التي ما يزال الشاعر العربي ينهل ويعيش من معينها الصافي من خلال القصيدة العمودية التي من أركانها القافية وعندما تصبح القافية متحركة، فالشاعر يمارس عند كتابة القصيدة عملية بناء منطقية تتواكب مع ما يصبو إليه من توصيل فكرة أو إيهاب مشاعر أو استدرار عطف أو تغيير عن خالص محبة كل ذلك في قالب محكم السبك، وكل ذلك ومادته الألفاظ التي عليه أن يحسن الاختيار بين البدائل المختلفة من المترادفات، فالشاعر يجب أن يحسن اختيار القراءة الشعرية وأن يتحاشى إقحام المفردة التي لم تدخل سوق الشعر إلا عنده فقط، ونحن مع انتحار الزمن عندما نقرأ : كل الروابي ليس في أفيائها ظلٌ كما للحب في أفيائي ضوعت منك نسائمي فتنفست منها الورود روائح الاشذاءِ وسقيت من ماء الشروق خمائلي فتفتحت بالضوء في أرجائي (صـ351) نحن هنا أمام مفردة شعرية تنم عن شاعر يحسن اختيار الفاظه لتعبر عن معانيه بصدق دون مواربة، وبجمال فني ساحر يغري القارئ بمتابعة القراءة لأنه يجد المتعة التي يبحث عنها من خلال الشعر، وحينما تؤكد على المفردة فما ذلك إلا كون القارئ يبحث عن الكلمة الجملية ليحتفظ بها في اللاشعور ويختزنها في ذاكرته ويضيفها إلى قاموسه اللغوي، وكل ذلك في صياغة لا تفرغ المفردة من محتواها أو تشوه جمالها، عندما نقرأ أبياتاً كهذه: الطيب من نسمات ذكرك يقطرُ والدهر من اشذائها يتعطرُ ومواسم الذكرى تثير سحابها فياضة من ناظريك وتمطرُ تتضوع الدنيا بعطرك كلما رشفت ندى ذكراك يا «سبتمبر» نجد في هذه الأبيات يمارس الاحتفاء لسبتمبر لطريقته الشعرية الخاصة والقارئ يقف مشدوها، أما هذا الخضم من الإبداع الفني، فالتقديم والتأخير والجمل الأسمية والفعلية التي تقدم الفاعل لزيادة اهتمام لمسوغ شعري وتحقل هذه الأبيات بالصور الاستعارية مثل نسمات ذكرك وتتضوع للدنيا وندى ذكراك، ومما لاشك فيه أن الصورة الشعرية تتضح معالمها من خلال الألفاظ الشعرية الموحية. > الحقل الدلالي: مما لا شك فيه أن الشاعر ومن خلال القراءة قد اتسم بسمات اسلوبية في الكتابة والاشتقاق من ذلك أو ما أكاد أسميه الاشتقاق الاستعاري مثل ابركت، يموسق، جغرفتُ، زورقتُ، تعصرنت، تبركنت، تموسقها. وقبل أن ندخل إلى التراكيب الاستعارية أحب أن أشير إلى تضمين قرآني في البيت الذي يقول فيه: كأن لي ألف جنةٍ من طموح ذات ليلٍ فأصبحت كالصريم (صـ591) أما بالنسبة للتراكيب الاستعارية فقد توزعت بين الاستعارات بالإضافة مثل بقايا جرح، معدن الشوق، لجة الحب، فجر البوح، يد الهوى، جيوش الهموم، ماء الشروق، وجه الدجى، حشرجات الغيوم، ثغور الندى، أعاصير الهوى، نهر المحبة، لوحة الحزن، وزن الضحى، لحن السرور، سحاب الحزن، اشلاء وقتي، حصان الحرف، يد العنا، موسم المرادات، جذور المآسي، صهوة الأقدار، نبيذ نداك، ومن الاستعارات الوصفية، ليلٌ دخاني الملامح، عيد طفولي، البكاء القديم، المجد صلى. ومن الاستعارات الفعلية : أقتات البكاء، أعشب الحزن، حطمت محراب حبي، تصفحي قلبي، أمد رجائي، رفت نسائمها، ذابت لياليك، ارتديت الضحى، تورق آلامها، يحتسي البرق، يرتعش المدى. ويلحظ القارئ أن الشاعر يمتلك حساً جمالياً اتضح بجلاء من خلال الصور الشعرية التي أحياناً توحي بالمدلول كتابة أو تصريحاً وأحياناً تدل على المغايرة ومن ذلك هذا البيت الذي يحمل مدلول الحكمة. نعم الهدايا في قرارة شاعر درر الكلام يضمهن كتابُ الحقل النظمي: استخدم الشاعر بحور الشعر السبعة المشهورة ولم يدخل المجزوءات إلا في ثلاث قصائد ومن المعلوم أن بحر البسيط يستخدم في الشعر الشعبي رباعياً وثلاثياً ولهذا فقد أكثر الشاعر منه حيث كتب 21 قصيدة على هذا البحر تلاه الخفيف 6 قصائد ثم الطويل 4 قصائد فالمتقارب 3 والسريع 3 وكتب قصيدتين على الرمل والقصيدتين على الوافر وقصيدتين على الكامل والرجز قصيدة واحدة. ومما سبق بات من الواضح أن الشاعر يرتاد جميع البحور المعروفة والمألوفة والتي تألفها الأذن العربية وهو من الشعراء الذين يتقنون الشعر الشعبي بنفس قوة الشعر الفصيح وله مساجلات مع الشاعر الكبير حسن عبداللَّه الشرفي، مثبتة في ديوانيهما الشعبيين، ويعتبر الشاعر فيصل البريهي من الشعراء الذين يكتبون الشعر بالسليقة فهو لا يتعامل مع الشعر مهنياً أو نال حظاً كبيراً من التعليم وهذا برغم أنه قد سبق أقرانه من حيث غزارة الإنتاج وتنوعه وجودته.
|
||
03-09-2009, 11:35 PM | #2 |
مستشار ال**** ال*** تاريخ التسجيل: 29 - 6 - 2009
الدولة: ـقلـ صنعاء ــبـ
المشاركات: 11,146
معدل تقييم المستوى: 200 |
رد: وقفة مع ديوان «انتحار الزمن» للشاعر فيصل البريهي
تقبل تحياتي اخي الكريم |
03-09-2009, 11:39 PM | #3 |
.:: عقيــــد ::.
تاريخ التسجيل: 6 - 6 - 2009
الدولة: الامارات
المشاركات: 6,998
معدل تقييم المستوى: 95 |
رد: وقفة مع ديوان «انتحار الزمن» للشاعر فيصل البريهي
تقبل تحيااااااااااااااااتي |
04-09-2009, 01:24 AM | #4 |
عضو متميز
مشـرف سـابق تاريخ التسجيل: 2 - 7 - 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 6,273
معدل تقييم المستوى: 90 |
رد: وقفة مع ديوان «انتحار الزمن» للشاعر فيصل البريهي
|
04-09-2009, 01:29 AM | #5 |
تاريخ التسجيل: 24 - 1 - 2009
الدولة: niagra falls ny USA
المشاركات: 23,736
معدل تقييم المستوى: 100 |
رد: وقفة مع ديوان «انتحار الزمن» للشاعر فيصل البريهي
|
04-09-2009, 01:30 AM | #6 |
عضو متميز
مشـرف سـابق تاريخ التسجيل: 2 - 7 - 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 6,273
معدل تقييم المستوى: 90 |
رد: وقفة مع ديوان «انتحار الزمن» للشاعر فيصل البريهي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للشاعر , مع , البريهي , الزمن» , ديوان , فيصل , وقفة , «انتحار |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|