قبيلة بني أحمد يافع

سم الله الرحمن الرحيم

ملخص تاريخ بني أحمد يافع (آل أحمد)


قبيلة يافعية مواقعها الجغرافية معروفة في يافع و مساكنها مهجورة هناك و مقابرها كثيرة و حصونها ما تزال شامخة في يافع حتى و قتنا الحاضر. ، تصدرت هذه القبيلة نقابة يافع لتسعة قرون متتالية تقريبا منذ القرن الهجري الأول و حتى نهاية القرن العاشر . نسبهم في بني الشاعر من الأريوم من يافع. و تاريخها حافل بالأحداث و مساهماتها التاريخية كثيرة . خلال فترة زعامتها ليافع تعرضت لعدد من المشكلات و الحروب حتى خرجت قسرا من عدن بوشاية والي عدن سنة ٨٩٤ هجرية و توزعت في البلاد . في الوقت الحاضر تتوزع فروع هذه القبيلة في عدد من المحافظات منها حضرموت و أبين و لحج و تعز و الضالع .

أقدم ذكر لبني أحمد يافع ورد عند الهمداني في الإكليل و الملك الأشرف الرسولي في/ طر فة األأصحاب)53( و و الجندي في السلوك (٤١٠) وابن الديبع في الفضل المزيد و القرطبي في /التعريف)7( و في هدية الزمن و عند الحجري في معجمه)( و المقحفي في المعجم)( و آخرون و في مقدمتهم الهمداني في القرن الرابع الهجري الذي أثبت نسبهم و مكانتهم على راس يافع بقوله: "و يافع هم أنجاد حمير و هم التراخم و الأريوم و ... و أشراف يافع بنو أحمد بن عبدالجبار بن محمد بن عبد كلال بن زائد بن عاصم بن مرثد بن يفضل بن ذي جنى بن النضير بن يزيد الأصغر بن عمر بن مرة بن ذي يزن بن يريم الألكبر بن شرحبيل بن يافع بن قاول بن زيد بن مالك بن ناعته بن شرحبيل (ذو رعين الأصغر) بن الحارث بن زيد بن يريم (ذو رعين ألأكبر) بن سهل بن زيد الجمهور بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن حيدان (قطن) بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير" بن سبأ " ، و في موضع آخر يذكر الهمداني أنهم تفرعوا عن قببلة الأريوم إحدى قبائل الدور الأول اليافعية ، و بدوره البهاء الجندي في السلوك عند القرن السابع الهجري أضاف شيئا آخرا على نسب بني أحمد كونه ذكر تفرعاتهم القبلية اللاحقة بقوله "و بنو أحمد هم قوم من بني الشاعر من يافع . معنى ذلك بني أحمد قبيلة حميرية متفرعة عن قبيلة قديمة هم الشعراء (بنو الشاعر) و هي قبيلة معروفة في حمير المتفرعة ثم عن الأريوم و من ثم عن يافع ، و بذلك يتضح نسبهم و تفرعاتهم القبلية كما تم ، و هذا مالم يتوفر لقبائل أخرى . أما دورهم التاريخي في يافع فيتجلى في كونهم أشراف يافع أي (زعماؤها) و نقباؤها في عصر الهمداني في بداية القرن الرابع حتى نهاية القرن التاسع ، أما فترة تفرع بني أحمد عن بني الشاعر فكان مع نهاية القرن الأول الهجري و بداية الثاني ، يتضح ذلك من عدد الأسماء الإسلامية الواردة في مسلسل نسبهم و التي تبدأ بأحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عبد كلال الذي نسبت له هذه القبيلة و تنتهي بعبد كلال الذي يظهر من صيغة اسمه الجاهلية أنه عاصر الإسلام و الجاهلية. و أبناءه من بعده كانوا أشراف و زعماء يافع في فترة القرن الأول الهجري . و هنا يظهر مدى تصدر هذه القبيلة لقبائل حمير .
هذه المكانة التاريخيو و الاجتماعية دفع بنو أحمد ثمنها باهضا خلال فترة الصدارة ، من ذلك ما شهدته يافع في صراعهم الشهير مع قبيلة كلد في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري الذي يشبه صراع (داحس و الغبراء) عند العرب و ذلك عندما حاولت كلد منافستهم على زعامة يافع ، يتأكد ذلك في شروطهم التي طرحوها على بني طاهر سنة ٨٥٨ هجرية عندما أطاح بنو أحمد في عدن بالدولة الرسولة و أقاموا الدولة الطاهرية.

فروع قبيلة آل أحمد
تشير المصادر إلى وجود أربعة فروع لقبيلة بني أحمد يافع هي

١ بنو أحمد فرع عدن . وهؤلاء يشكلون غالبية بني أحمد المعروفين في الوقت الحاضر .
٢ فرع المعافر منهم بنو عتوان في قدس و فرع أعادهم العيسائي من قدس الى بني احمد بعد ما هجرهم الاشعوب منها إلى قدس.
٣ فرع شرعب و العدين وهذا الفرع معلوماته التاريخية قليلة .
٤ فرع حراز و هذ الفرع أيضا معلومات التاريخية نادرة.

و يعد بنو أحمد فرع عدن أشهر فروع قبيلة بني أحمد يافع و ذلك لدورهم التاريخي منذ القرن الثالث الهجري مرورا بالفترة الرسولية ، فكل ما ذكرته المصادر التاريخية عن يافع في عدن في افترتين الرسولية و الطاهرية يخص بني أحمد و ذلك لأنهم كانوا هم المرتبين على حصون التعكر عدن منذ القرن نهاية القرن الثالث الهجري و حتى سنة ٨٩٦ عندما طردهم السلطان عامر بن عبد الوهاب الطاهري من عدن بوشاية من عامله على عدن محمد بن عبد الملك الطاهري.
و يتجلى دورهم التاريخي في الصراع الرسولي الرسولي الذي نشب بين الملك المجاهد و ابن عمه الملك الظاهر .بين سنة ٧٢٢ هجرية و ٧٢٩ هجرية . فالدعم الأحمدي اليافعي للملك الظاهر في عدن ادى إلى توسيع نفوذه و منع الملك المجاهد من دخول عدن للأكثر من ست سنوات.
و تحولهم لصف للملك المجاهد في سنة ٧٢٩ هجرية ساعد الأخير في حسم الصراع لصالحه و الدخول ليلا إلى عدن من جهة البحر بواسطة بني أحمد رتبة حصون عدن. و هذه الحادثة شهيرة في الناريخ ، تمكن من خلالها المجاهد من الإطاحة بابن عمه الملك الظاهر. ، فضلا عن الدور العلمي في عدن الذي قدمه عدد من فقهاء يافع اهمهم الفقيه جمال الدين محمد بن عيسى الأحمدي اليافعي الذي تولى قضاء عدن و له ينسب بنو عيسى الأحمدي في يافع و الصالع و تعز .و بعده عدد من أبناىه و أحفاده الفقهاءالأجلاء الذين تولوا قضاء عدن و قبورهم في المدرسة الياقوتية التي سميت بمسجد الذهيبي والان يسمى بجامع مذيهب .
الدور التاريخي نفسه تكرر في عدن سنة ٨٥٨ هجرية عندما تحالف بنو أحمد حلفاء الملك الرسولي المسعود الذي كان يتخذ من عدن مقرا له مع بني طاهر وزراء الملك الرسولي المؤيد الذي كان مقره في تعز . إذ كان بنو طاهر يحاصرون عدن لصالح المؤيد ، أثناء الحصار اتصل بهم بنو أحمد سرا واقترحوا عليهم إدخالهم إلى عدن وأن تكون الدولة لبني طاهر و ليس لبني رسول ، هذا التحالف الأحمدي الطاهري نتج عنه الإطاحة بالدولة الرسولية نهائيا بعد ٢٢٨ سنة من قيامها و إعلان الدولة الطاهرية . و تم ذلك بإدخال بني طاهر عند منتصف الليل إلى عدن و التجول في أحيائها طوال الليل على قرع الطبول. و هذه حادثة شهيرة ترددت كثيرا في كتب التاريخ.

استمر هذا التحالف الأحمدي الطاهري حتى سنة ٨٩٤ هجرية و ذلك عندما أوصى السلطان عبد الوهاب بن داؤد الطاهري بالملك لابنه عامر بن عبد الوهاب بدلا من أن يعود الملك لأبناء السلطان الطاهري الأول عامر بن طاهر حسب الاتفاق المبرم بين السلطان المجاهد بن طاهر و ابناء أخيه السلطان عامر بن طاهر الذي قضي بأن يكون الملك بعد المجاهد لابن أخيه عبد الوهاب بن داؤد و من ثم يعود الملك لأبناء أخيه الملك الظافر عامر بن طاهر أول ملوك هذه العاىلة.
الخروج عن هذا الاتفاق من طرف عبد الوهاب بن داؤد نتج عنه صراع داخلي سنة ٨٩٤ هجرية حسمه في الاخير السلطان عامر بن عبد الوهاب بن داؤد الطاهري لحسابه سنة ٨٩٦ هجرية .
أثناء هذا الصراع الطاهري الطاهري قاد محمد بن عبد الباقي الطاهري من يافع حملة على عدن لكنه خسرها و تعرض عدد من جيشه للأسر من قبل والي عدن محمد بن عبدالملك الطاهري الذي قام بتكحيل الأسرى بالنار و هم من يافع . الأمر الذي أدى إلى انتفاضة يافع في عدن حلفاء بني طاهر و هم بنو أحمد زعماء يافع احتجاجا على عملية التشنيع بالأسرى و و ليس على السلطان عامر سميت انتفاضة يافع في عدن.
الوالي محمد بن عبد الملك إثر هذه الانتفاضة وشى ببني أحمد عند السلطان عامر في المقرانه في الرسالة التي بعثها له قبل أن يتبين الأمر للسلطان . فما كان من السلطان إلا أن أمر بطردهم دون قيد أو شرط من مدينتهم عدن التي كانت ملكا لهم لأكثر من ستة قرون . في نفس الوقت نشبت بينهم وبين أبناء عمومتهم قبيلة كلد حروب طويلة استمرت لنحو أربعين عاما . هذه الحروب تعرفها يافع حتى اللحظة و تشهد على ذلك حصونهم و مقابرهم في يافع . يذكر المؤرخون أن بني أحمد كانوا قلة عددية أمام فبيلة كلد التي كانت تمثل السواد الأعظم من يافع و لذلك خسر بنو أحمد خلال هذه الحرب الكثير من رجالهم . و كانت قلتهم العددية حينها هي التي سهلت لكلد تتبعهم في الطرقات خلال فترة تحالفهم مع بني طاهر.

هذه الحرب القبلية ألقت بظلالها على بني أحمد عند طردهم من عدن سنة ٨٩٤ إذ لم يتمكنوا من العودة إلى يافع بسبب الحرب و قلتهم العددية و لذلك توزعوا في البلاد . منهم من اتجه إلى حضرموت و هؤلاء من معاصريهم علي حسن الأحمدي الذي تولى عدد من المناصب الإدارية خلال العقود الثلاثة الماضية.
و منهم من اتجه إلى لحج و منهم بيت العزب و بيت مكي . و من أشهر معاصريهم في الفترة الماضية حسن مكي.
و منهم من اتجه نحو ابين و هم الآن في مودية . و قيل منهم من عاد إلى يافع . غير أن عدد منهم انضم إلى المعارضة الطاهرية بقيادة عبدالله بن عامر الطاهري . و هؤلاء تنقلوا في محطات القتال و انهزموا في معركة الرباط بين المقرانة و رداع سنة ٨٩٦ هجرية.
هؤلاء استقر بهم الحال مع قائدهم المنهزم عبدالله بن عامر الطاهري في وادي مكسب بيفرس من جبل حبشي ما يعرف الآن ب (عزلة بني عيسى الأحمدي) في جبل حبشي و استمروا هنالك عشر سنوات حتى تمكن السلطان عامر بن عبد الوهاب من الوصول إليهم في سنة ٩٠٥ هج/ ١٥٠٠ م . و هنالك تم القاء القبض عل قائدهم عبد الله بن عامر الذي استقبله السلطان في تعز استقبال الملوك . و جلس معه تلك الليلة في قصر ثعبات .و ناقشوا أمور كثيرة من فترة الصراع ، في نهاية تلك الليلة يذكر ابن الديبع في الفضل تلمزيد / مخطوط ، أن السلطان قام بتقييد والي عدن محمد بن عبد الملك الطاهري في قصر ثعبات . من تصرف السلطان يظهر أنه اتضح له الأمر بشأن حلفاء بني طاهر و هم بنو أحمد يافع مرافقي عبدالله بن عامر . هؤلاء الحلفاء الذين خسروا بلادهم عدن بوشاية الوالي فما كان من السلطان إلا أن قام بترتيب وضعهم و ذلك بتولية عدد منهم في مناصب إدارية فاعطى إمارة الضالع لشعفل بن أحمد الأحمدي . و إمارة المخا لعبد الملك بن عيسى بن أحمد اليافعي و إمارة شرعب و العدين لصلاح بن عيسى بن أحمد اليافعي و إمارة الحجرية لمحمد بن عيسى بن أحمد الأحمدي.
هؤلاء جميعا استقروا في مواقعهم آنذاك و استمر خلفهم فيها إلى الوقت الحاضر و هم الآن خلق كثير يعرفون ببني الأحمدي في تعز والضالع و نسبهم في فرع عدن مشائخ يافع الذين هجرهم السلطان عامر بن عبد الوهاب من ديارهم عدن كما مر .

فروع أحمد فرع عدن في الوقت الحاضر
يشكل بنو أحمد فرع عدن عدد من فروع القبيلة في عدد من المحافضات أهمها
١ بنو شعفل بن احمد الأحمدي اليافعي في الضالع المعروفون ب (بنو الأميري الأحمدي) و هم فروع كثيرة في الضالع و جحاف و الأزارق.
أما بنو عيسى بن احمد الأحمدي اليافعي في تعز وهم هم الذين يعرفون ببني عيسى الأحمدي في تعز و يتواجدون في ثلاث مناطق.
١ بنو صلاح بن عيسى في الدعيسة و مناطق أخرى من شرعب .... هؤلاء لا نعلم عن شيئا عن تفرعاتهم و مواقع تواجدهم.
٢ بنو عبد الملك بن عيسى في جبل حبشي و هم فروع كثيرة. وهؤلاء يشكلون نسبة من سكان جبل حبشي من مشاهيرهم الشيخ عبد الجليل سيف العيسائي الأحمدي شيخ مشائخ جبل حبشي . و أباءه من بعده الشيخ عبدالعليم عبد الجليل العيسائي و كيل محافظة تعز الأسبق و أخيه الشيخ سلطان عبد الجليليل العيسائي .يتفرع بنو عيسى الأحمدي في جبل حبشي لعدد من الأسر ، لم يوافنا أحد منهم بذلك .
٣ بنو محمد بن عيسى الأحمدي في سامع و محيطها و هم فروع كثيرة في الوقت الراهن..

الباحث / عبدالسلام نعمان السامعي
_______________
أبرز مصادر و مراجع الموضوع

١ الإكليل للهمداني
٢السلوك للجندي
٣ العقود للخزرجي
٤ تاريخ بن عبد الباقي
قرة العيون لابن الديبع
الفضل المزيد لابن الديبع.
تاريخ ثغر عدن ..
العلاقات الخالرجية في الفترة الرسولية الطاهرية . مؤلف مصري
و عدد آخر من المراجع و الوثائق الخاصة بالأسر و الفروع المذكورة في سامع .